وزير الطاقة الفرنسي ومبعوث ماكرون يحلان بالمغرب لبحث مشاريع استراتيجية في الطاقات النظيفة بين باريس والرباط

 وزير الطاقة الفرنسي ومبعوث ماكرون يحلان بالمغرب لبحث مشاريع استراتيجية في الطاقات النظيفة بين باريس والرباط
الصحيفة - خولة اجعيفري
الأربعاء 2 أبريل 2025 - 17:34

علمت "الصحيفة" من مصادر مسؤولة بوزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، أن وزير الطاقة الفرنسي، مارك فيراتشي، سيحلّ بمدينة ورزازات يوم 23 أبريل الجاري، مرفوقًا بالمبعوث الخاص للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، المكلف بالشراكة الطاقية مع المملكة، جيرار ميستراليه.

وتأتي هذه الزيارة الرسمية، وفق المصادر ذاتها للمشاركة في مؤتمر وطني بارز حول الطاقة، تنظمه الفيدرالية المغربية للطاقة، ويشهد حضور عدد من الفاعلين الحكوميين والاقتصاديين من الجانبين، في مقدمتهم وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، ووزير التجهيز والماء، نزار بركة.

ويُنتظر أن يشكل هذا الحدث منصة لتبادل الرؤى حول سبل تعزيز الشراكة الطاقية بين المغرب وفرنسا، في ظل الطموحات المتزايدة للرباط نحو ترسيخ موقعها كقطب إقليمي في مجال الطاقات المتجددة، واهتمام باريس المتزايد بتأمين مصادر جديدة ومستدامة للطاقة في محيطها المتوسطي، ووفق المصادر ذاتها، فإن هذه الزيارة تكتسي طابعًا استراتيجيًا، خاصة أنها تأتي في ظرفية إقليمية ودولية دقيقة، تطبعها تحولات جيوسياسية متسارعة أثّرت بشكل كبير على منظومة الطاقة في أوروبا، وأعادت ترتيب الأولويات بالنسبة للعديد من العواصم، من بينها باريس.

وفي ظل تنامي التحولات الجيوسياسية التي يشهدها العالم، خاصة على مستوى أسواق الطاقة، تبرز المملكة المغربية كفاعل محوري وشريك موثوق في المعادلة الإقليمية والدولية للطاقة، وهو ما تؤكده مصادر مطلعة من وزارة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة لـ "الصحيفة"،  فباريس، التي تعيد ترتيب أولوياتها الطاقية في ظل تقلبات الإمدادات وتحديات الانتقال الإيكولوجي، باتت تنظر إلى المغرب، ليس فقط كشريك اقتصادي واعد، بل كحليف استراتيجي يمتلك موقعًا جغرافيًا متميزًا، وإمكانيات متقدمة في مجال الطاقات المتجددة، وأداءً دبلوماسيًا يتسم بالاستقرار والرؤية المستقبلية.

وترى المصادر ذاتها أن التعاون الطاقي المغربي الفرنسي "لم يعد مقتصرًا على الشق التقني أو التجاري، بل اتخذ أبعادًا سياسية ودبلوماسية متقدمة، جعلت من الشراكة بين البلدين نموذجًا للتكامل الإقليمي في قضايا الأمن الطاقي، والتنمية المستدامة، والتخطيط الاستراتيجي لما بعد الطاقة الأحفورية"، وهذا البُعد المتعدد، تضيف المصادر، "يمنح العلاقة الثنائية زخمًا استثنائيًا في زمن تتشابك فيه رهانات الطاقة بالاستقلالية الاستراتيجية للدول".

هذا، وتستعد مدينة ورزازات لاحتضان موعد استراتيجي هام يوم 23 أبريل الجاري، يُنتظر أن يشكل محطة مفصلية في مسار الشراكة الطاقية بين الرباط وباريس، إذ سيحلّ بالمغرب وفد فرنسي رفيع المستوى، يتقدمه وزير الطاقة الفرنسي مارك فيراتشي، والمبعوث الخاص للرئيس إيمانويل ماكرون، جيرار ميستراليه، وذلك للمشاركة في ملتقى دولي حول الطاقة تنظمه الفيدرالية المغربية للطاقة.

 الحدث، الذي ينعقد في قلب الجنوب الشرقي يشهد مشاركة وازنة من كبار المسؤولين وصناع القرار في البلدين، من بينهم وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، ووزير التجهيز والماء، نزار بركة، إلى جانب ممثلين عن كبرى الشركات الفرنسية العاملة في قطاع الطاقة، من قبيل مجموعة "فيوليا" و"إنجي"، وشركة "HDF Energy" المتخصصة في حلول الهيدروجين الأخضر.

هذا، ويرتقب أن يشكل اللقاء منصة عملية لمناقشة آفاق جديدة للتعاون، واستشراف فرص الربط الطاقي بين البلدين، خصوصًا في مجالات الطاقة النظيفة والتكنولوجيا البيئية، وسط رهان متصاعد على المغرب كمركز إقليمي لتطوير وتصدير الطاقة المستدامة.

ووفق المصادر ذاتها، فمن الجانب المغربي، سيحضر اللقاء المدير العام للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، طارق هامان، إضافة إلى عدد من القيادات البارزة في قطاع الطاقة، ومنهم أمينة بنخضرة، المديرة العامة للمكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن.

وتعكس مشاركة فرنسا كضيف شرف في هذه الفعالية اهتمام باريس الكبير بتعزيز الشراكة مع المغرب في مجال الطاقة، خاصة الطاقة النظيفة والمتجددة. كما تؤكد هذه الزيارة الجهود الفرنسية المستمرة لضمان دور رئيسي في قطاع الطاقة المغربي، وتعزيز التعاون في مجالات الربط الكهربائي والطاقة الشمسية والهيدروجين.

وتأتي هذه الزيارة في أعقاب جولات متعددة قام بها جيرار ميستراليه إلى المملكة، كان أبرزها مشاركته في منتدى الهيدروجين العالمي "World Power-to-X Summit" بمدينة مراكش في أكتوبر الماضي، إضافة إلى زيارة هادئة وغير معلنة في 24 فبراير 2025، أجرى خلالها مباحثات مطولة مع وزيرة الانتقال الطاقي المغربية ليلى بنعلي.

ويُعد ميستراليه شخصية بارزة ومحركًا رئيسيًا للشراكة الطاقية بين البلدين، نظرًا لما يتمتع به من شبكة علاقات واسعة في المغرب وفرنسا، حيث يسعى لتسريع خطوات التقارب والتنسيق المشترك، مدعومًا من شخصيات فرنسية بارزة مثل كزافييه بيشازيك، رئيس المجلس التنفيذي لشركة "RTE"، التابعة لمجموعة EDF والمسؤولة عن إدارة شبكة نقل الكهرباء في فرنسا.

وتتزامن هذه الخطوات مع موافقة الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء بالمغرب في 19 فبراير 2025 على الفصل المحاسبي لأنشطة الإنتاج والنقل والتوزيع التابعة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، مما يعكس توجه المغرب نحو تحسين إدارة قطاع الطاقة وتطوير بنيته التحتية.

وتشكل زيارة فيراتشي وميستراليه إلى ورزازات فرصة ذهبية لبحث سبل توسيع التعاون في مجال الطاقة الشمسية والهيدروجين، والارتقاء بمستوى الشراكة بين المغرب وفرنسا إلى آفاق أرحب، في ظل تطلعات البلدين المشتركة نحو مستقبل أكثر استدامة وصداقة للبيئة.

مَعاركنا الوهمية

من يُلقي نظرة على ما يُنتجه المغاربة من محتوى على مواقع التواصل الاجتماعي، يمكنه أن يخلص إلى قناعة ترتقي إلى مستوى الإيمان، بأن جزءًا كبير من هذا الشعب غارق في ...

استطلاع رأي

بعد 15 شهرا من الحرب على غزة أدت إلى مقتل 46 ألفاً و913 شخصا، وإصابة 110 آلاف و750 من الفلسطينيين مع دمار شامل للقطاع.. هل تعتقد:

Loading...